Friday, September 2, 2011

من كتاب في ظلال القران (5)

من تفسير سورة الكهف

وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِراً (45) الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً (46)


هذا المشهد يعرض قصيرا خاطفا ليلقي في النفس ظل الفناء والزوال
فالماء ينزل من السماء فلا يجري ولا يسيل ولكن يختلط به نبات الأرض . والنبات لا ينمو ولا ينضج , ولكنه يصبح هشيما تذروه الرياح . وما بين ثلاث جمل قصار , ينتهي شريط الحياة
ماء أنزلناه من السماء) ف)
فاختلط به نبات الأرض)ف)
 (أصبح هشيما تذروه الرياح)
 !فما أقصرها حياة ! وما أهونها حياة

--

المال والبنون زينة الحياة ; والإسلام لا ينهى عن المتاع بالزينة في حدود الطيبات . ولكنه يعطيها القيمة التي تستحقها الزينة في ميزان الخلود ولا يزيد 

إنهما زينة ولكنهما ليسا قيمة . فما يجوز أن يوزن بهما الناس ولا أن يقدروا على أساسهما في الحياة . إنما القيمة الحقة للباقيات الصالحات من الأعمال والأقوال والعبادات




No comments:

Post a Comment